مراحل عمل المخرج مع النص المسرحى
( 1 ) قراءة النص قراءة متصلة دون مقاطعة أو ذهن شارد حتى يتولد عند المخرج انفعال غير شارد عن المسرحية ليستطيع اختزان هذا الانفعال فى ذاكرته للرجوع إليه أثناء البروفات
( 2 ) تحديد نمط المسرحية
v هل هى كوميدية أخلاقية ؟ أم كوميدية موقف ؟ هل هى قريبة النقد أم مبالغ فيها ؟
v إذا كانت جادة
هل هى تراجيدية أم دراما أم ميلودراما ؟ وماذا عن دوافعها ؟ ومركز بطلها ؟
v إذا كان فيها أثر من الفانتازى
فما أهميته ؟
هل يجب تناول هذه المسرحية على أنها فانتازى أم كوميدى أم دراما؟
أى مظاهرها يلزم إعطاؤه تأكيد أكثر
( 3 ) تقييم عناصر المسرحية ( قصة ـ حبكة ـ لغة ـ منظر ـ فكرة ـ شخصيات ـ حالة مزاجية )
وأيها يحتاج إلى تأكيد ؟ هل المسرحية قصصية المقصود بها إمتاع المشاهدين فقط ( مجرد تسلية )
وإن كانت كذلك ربما كانت بها فكرة كامنة إذا ظهرت أعطت المسرحية أتساعا إضافياً
ما أهمية الشخوص داخل المسرحية ؟ هل التأكيد على الشخوص يضيف للقصة أم يعوق سير القصة ؟
هل تعتمد المسرحية على انسيابية وجمال اللغة ( الحوار ) ويجب التأكيد على ذلك أم لا ؟
المنظر هل يلزم إعطاء هذه المسرحية إخراج زاخر الألوان ؟ هل يربكها هذا الإخراج ؟
الحبكة هل هى كثيفة الحبكة ويجب التخفيف من ذلك ؟ أم هى ميلودراما ويجب تأكيد الحبكة فيها لتعطى الأثر المطلوب
كل هذه الأسئلة تحدد الأسلوب الذى يجب أن يتناول به المخرج المسرحية
وأفضل أسلوب هو الأسلوب الذى كتبت به المسرحية إلا إذا كانت هناك أسباب قاهرة تحتم إخراج المسرحية بأسلوب آخر ( مثل الرغبة مثلا فى رسم أحداث معاصرة مماثلة )وهكذا
ويبقى شىء هام وهو
أن المحافظة على تكوين الأسلوب تتساوى مع أختيار الأسلوب الصحيح
( 4 ) تحديد القيم الدرامية فى المسرحية
والقيم الدرامية هة تلك الأفكار والأفعال ومميزات الشخصيات والعلاقات الموجودة فى المسرحية ويحتمل أن تثير استجابة عاطفية أو ذهنية لدى المشاهدين
مثل فكرة العدالة مثلا وغيرها من الأفكار
من المشاكل التى تواجه المخرج هى وجود عدة قيم درامية متناقضة فإذا أكد على إحدى القيم عانت الأخرى
وإذا لم يؤكد قيمة ما بما فيه الكفاية فى منظر مبكر أخفق فى منظر تالى فى توليد الاستجابة التى يريدها
( 5 ) تحديد القيم الجمالية
القيم الجمالية هى تلك القيم التى تجذب عين و أذن المشاهد وتثير فيه الإعجاب
يجب على المخرج أن يكون مدركاً للقيم الجمالية فى النص لينتفع بها فى إخراجه
مثلا الحوار فى مسرحيات برناردشو أو أوسكار وايلد يعطى صفة معينة لهذه المسرحيات لمجرد السهولة التى تربط الألفاظ معاً والتى تحقق متعة تفوق أى متعة أخرى تصدر من سياق القصة أو تصوير الشخصية أو دعابة فى موقف ما
وهناك العديد من الأمثلة للقيم الجمالية ( يمكن مثلا أن نراها فى طريقة تجميع حشد من الناس فى استقبال ملكى
بتشكيل سلس وجميل ) كل هذه الأشياء تترك عند المتفرج شعور بالرضى والسرور للمهارة التى جمعت بها المنصة وهكذ
( 6 ) التفكير فى كيفية خلق الإيهام بالحقيقة
المتفرج يأتى للمسرح وبداخله الرغبة فى تصديق ما يحدث أمامه وعلى المخرج أن يؤكد ذلك بخلق الإيهام بالحقيقة فى كل ما يجرى على الخشبة حتى يستطيع المتفرج التصديق
المرجع
الإخراج المسرحى كارل النزويرث