- في إحدى الغابات البعيدة كان يعيش دب صغير مع أمه. كان اسمه دبدوب. وفي يوم من الأيام كان دبدوب الصغير ينظر من نافذة كوخه إلى الغابة الكبيرة، وكان يتمنى لو يستطيع أن يخرج إلى الغابة ويلعب بين أشجارها العالية ويركض بين أزهارها الناعمة.
لكن أمه لم تسمح له رغم توسله إليها، وكانت تقول له دائما: ما تزال يا دبدوب صغيرا، إن خرجت إلى الغابة فسيأكلك الذئب. عندما تكبر ستخرج وتلعب في الغابة كما تشاء.
لكن دبدوب لم يكن يدرك ما كانت تقوله أمه، وكان يشعر بالحزن لأنها لا تسمح له بالخروج إلى الغابة.
بينما كان دبدوب ينظر من النافذة إلى الغابة رأى فراشة ملونة جميلة تطير بين الأزهار. كانت المرة الأولى التي يرى فيها فراشة. فقال بتعجب: يا الهي ما أجمل هذا المخلوق الصغير! أتمنى لو أستطيع أن ألعب معه.
أخذ دبدوب الصغير يحدق في الفراشة وهي تنتقل من زهرة إلى أخرى، فتملكه الفضول للخروج إلى الغابة ورؤية الفراشة.
تسلل دبدوب من دون أن تراه أمه وخرج. اقترب من الفراشة، وقال: يا الهي ما أجملها! ما رأيك أن نصبح أصدقاء ونلعب معا؟ لكن الفراشة طارت بعيدا، فلحق بها وهو يقول: توقفي، أردت أن نكون أصدقاء فقط. أخذ دبدوب يركض وراء الفراشة حتى ابتعد عن بيته، لكنه لم يستطع اللحاق بها. شعر دبدوب بالتعب، فجلس عند شجرة ليرتاح، وبعد قليل قرر العودة إلى المنزل. أخذ دبدوب يمشي في الغابة، لكنه لم يعرف في أي اتجاه هو البيت، فأحس بالخوف الشديد، وقال: يا الهي لقد أضعت الطريق.
أخذ بالمشي من جديد، لكنه لم يرَ أثرا للبيت، فبدأ بالبكاء.. عندها سمعه الذئب، واقترب وهو يقول: لماذا تبكي أيها الصغير؟ نظر دبدوب الى الذئب والدموع تملأ عينيه، ولم يقل شيئا، بل أحس بالخوف من شكل الذئب وأنيابه الحادة.
سأله إن كان ضائعا، ولكنه لم يرد، بل استجمع قواه، وركض مسرعا، فلحق به وهو يمني نفسه بوجبة لذيذة، فما كان من دبدوب إلا أن بدأ بالصراخ: أمي.. أمي.
كان الذئب أسرع منه، فأمسك به، وهو يقول: سآكلك الآن.
كان دبدوب يرتجف بشدة، حين ظهرت أمه فجأة، وهجمت على الذئب، وضربته بيدها بقوة، فوقع على الأرض، ثم ولى هاربا.
ركض دبدوب إلى حضن أمه وهو يبكي بشدة، ويعتذر لها كونه لم يستمع إلى نصيحتها، بل خرج من البيت من دون إذنها، وقال: لن أفعل ذلك أبدا، أرجوك سامحيني.
احتضنت الأم ابنها، وهي تقول: لا بأس يا صغيري، المهم أنك تعلمت أن تستمع إلى نصيحة من هم أكبر منك سنا.
عاد دبدوب وأمه إلى البيت، وجلسا لتناول الطعام، عندها قالت الأم: في الربيع المقبل سآخذك معي إلى الغابة، وسأريك الغابة كلها، وسوف أعلمك كيف تحمي نفسك، عندها تستطيع الخروج وحدك.
احتضن دبدوب أمه، وقال: شكرا لك يا أمي، أحبك كثيرا.
احتضنت الأم ابنها، وقالت: وأنا أحبك كثيرا يا دبدوب.