ليس الخاطئ هو الإنسان الذى يسقط فى جميع الخطايا ، وبهذا السقوط الكامل الشامل يهلك.
ولكن تكفى خطية واحدة يكون ساقطاً فيها ، هذه تلوث نفسه ، وتكون سبباً لهلاكه خطية يحبها
تمثل نقطة الضعف فيه . وتكون خطيته المحبوبة هذه هى العائق بينه وبين الله .
إن انتصر على هذه الخطية بالذات صار منتصراً فى حياته الروحيه ،
وإن انهزم فيها فلا منفعة لكل انتصارته على باقى الخطايا الأخرى .
هذه الخطية تمثل مدخل للشيطان الى قلبه وإرادته ، وينبغى أن ينتصر فى هذا الميدان
بالذات الذى هزمه فيه العدو ، وغالباً ماتكون نقطة للضعف هذه هى النقطة المتكررة
فى كل إعترافاته،كلما ذهب ليعترف بخطاياه.
نقطة الضعف هذه تذكرنا // بثقب واحد فى السفينة مهما كانت السفينة هائلة ورائعة،
ولكن هذا الثقب الواحد يكون سبباً فى غرقها .
كذلك // بقعة واحدة فى ثوب تكون كافية لتوسيخه مهما كان جميلاً ونظيفاً فى باقى أجزائه.
يذكرنا هذا بقول الكتاب :" من حفظ كل الناموس ، وانما عثر فى واحدة فقد صار مجرماً فى الكل"
(يعقوب 25:10)
فما معنى هذه العبارة من قول الرسول؟ وكيف نفهمها ؟
تفهمها بسؤال واحد تحتاج ان تجيب عليه وهو:" هل انت تحب الله؟"
بحيث لايوجد شئ يبعدك عنه ؟ فإن وجد شئ أى شئ يكون هو المشكلة فى حياتك،
وهو نقطة الضعف فيك. أو هو خطيتك المحبوبة التى تنافس الله فى قلبك .
إن الله يقول " ياإبنى أعطنى قلبك " فلو كان قلبك فى جهة اخرى بعيداً عنه تكون هذه الجهة
هى العائق الوحيد الذى يعوقك عن الصلة بالله.
كثيرين يعزون أنفسهم بأعمال بر لهم ، يتذكرونها لتغطى هذه الخطية ولكن الله لايقبل هذه التغطيات.
فالخطية لا تمحى بأعمال بر أخرى ، وإنما بالتوبة .
لذلك لاتضل الطريق ، فحيثما توجد خطيتك حاربها وقاومها، ولا تقل سأصوم يومين ،
او سأعطى أموالى للفقراء ، كل هذه لايقبل منك إن كنت لاتزال مستبقياً الخطية فى قلبك ،
إنما واجه حقيقة نفسك فى صراحة . وأستفد دروساً لحياتك من قصص الكتاب :-
+ كان إبراهيم أبو الأباء كاملاً فى كل شئ وباراً ولكن وجدت نقطة ضعف فيه وهى الخوف
وبالخوف وقع فى خطايا.
+ وكان بطرس تلميذ الرب قديساً عظيماً وكانت فيه نقطة الضعف وهى الإندفاع.
+ خطية الجسد التى ضيعت قايين ، وخطية الكبرياء وحدها أسقطت كثيرين،
+ وكذلك خطية الزنا.
+ وربما إنسان تكون فيه فضائل كثيرة ولكن يسقط لعدم ضبط لسانه حسب قول الكتاب:
" بكلامك تبرر ، وبكلامك تدان".
فى توبتك، ركز على هذه النقطة بكل جهادك، وكل صلواتك ، وكل ما تأخذه من معونة النعمة
فإن انتصرت عليها يخاف الشيطان من محاربتك فيما بعد، وبتركك هذه الخطية المحبوبة ليك .
تعبر عن أن محبتك لله هى تقود حياتك وليس حبك لشهواتك.
أحذر من أن تحتفظ بهذه الخطية المحبوبة وتقول للرب :-
" احبك يارب من كل قلبى " لكن أترك لى هذه النقطة وحدها ، نقول لك هذا مايدل على أنك لا تحب الله من كل قلبك .
إذا يوجد له منافس فى قلبك هى هذه الخطية بالذات وأنت تحبها أكثر مما تحب الله.
وكأن الله يقول لك :- قد وضح لك الآن الميدان الحقيقى الذى ينبغى لك أن تحارب فيه
وهو هذه النقطة بالذات لاتضع لنفسك برنامجاً روحياً طويلاً تسير فيه .
إنما ركز فى الميدان الأساسى سواء بالهروب أو بالحروب خذ فى جهادك درساً من داود النبى:
لاتقل انا انتصرت على جليات الجبار وهزمته وانتصرت على الدب والأسد وأنتزعت منها الفريسة
وأنتصرت فى مطاردة شاول لى .
... لاتقل هذا ، إنما قل : ميدان حربى هى بتشبع وهناك يجب أن انتصر
وليكن الرب معك .