العذراء مريم

العذراء مريم Get-9-2010-2zoo_org_ioyd9zt1

العذراء مريم رغم أن ما كتب أو ذكر عنها في الاناجيل كان محددا في حادثة الميلاد و بعض المواقف الصغيرة ثم الصليب و القيامة و الصعود بعد ذلك.و تكلمت عنها نبوات العهد القديم :
"ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. "أش14:7
الا أن العذراء مريم شخصية فريدة مثيرة للاهتمام جدا -شخصية لم و لا و لن تتكرر أبداً!
لا توجد أنثي على وجه الأرض في روعة و جمال شخصية العذراء مريم. و بعيداً عن طقوس الاحتفال بها التي قد تلائم البعض و لا تلائم البعض الآخر ..
دعونا نتأمل في شخصية عزيزة جداً و نادرة و غير متكررة ..تنبأ عنها أشعياء النبي قبل ميلادها بآلاف السنين و تهيأت السماء لإخبارها بأعظم خبر في البشرية و هو ميلاد يسوع المسيح المخلص عن طريقها بدون زرع بشر..
لماذا العذراء مريم؟؟
"وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم.< 28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها.الرب معك مباركة انت في النساء. 29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله "لو26:1
رأت نعمة الرب أن هذه الانسانة المنعم عليها و المباركة في النساء أنها الاناء المناسب و الشخصية المناسبة لحمل هذه الدعوة الفريدة ..
و لأنها وجدت نعمة عند الله و لا شك أن اختيار الرب لها هو اختيار يستحق التفكير و التساؤل و لكن الاجابة تجدها في سلوك هذه الانسانة فيما بعد .

العذراء هي من بشرت بخبر حملها المعجزي من الملاك .. و هي من أمتدحت من فم العلي و قد اختارها الرب الاله للرسالة السماوية غير العادية الفريدة العجيبة و التي لن تتكرر ثانية ..أن تحمل جنيناً من غير زرع بشر و يكون هذا الجنين يسوع الذي سيحمل خطية العالم و يخلص العالم من الهلاك.
و هي من حملت المسيح تسعة أشهر في بطنها -يعني هي المسئولة عنه تماماً في الحمل و الرضاعة و التنشئة و كان بالأولي لها أن تفعل أي شيء في مصلحة الرضيع المخلص-فهي أم المخلص - و من يشابهها في هذا الأمر الفوق ادراكنا؟؟!!
انظر عزيزي القاريء..
- فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته" مت24:1
-فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر" مت14:2
مرتين الى الآن قرر يوسف شيئين فيهما مخاطرة بالسفر أو التواجد في مكان يوسف النجار فقط الذي علم عنه بارشاد الله و لم يخبر الله العذراء مريم بخطة السفر هذه ،احتراماً لرجلها و لأن الرجل هو رأس المرأة و موجه كل الجسد..
أعلن الله دعوته للعذراء في رؤيا خاصة بها و لكن خطة السفر و الهروب و التحرك هي من اختصاص يوسف.
ما أروع حكمة الرب.. لكن ماذا فعلت العذراء ؟ كان من الممكن أن تجادل و تناقش و تعدل في الخطة .. كان من الممكن أن تمتنع أو تمسك هي الدفة و لها الحق فهي من كلمها الله سراً و أعلن لها أعظم اعلان في التاريخ و كلفها بأعظم تكليف في البشرية أليس كذلك؟
كان ممكن أن تسأله أين نحن ذاهبون؟ و الي أين؟ و لابد أن تقول رأيها. و تجادل و تجادل فهي أم يسوع المخلص.
لكن محصلة الأمر كله هي خضوع بلا حدود .
ان التأمل في "خضوع العذراء مريم" على مدار حياتها أمر طويل و يطول البحث فيه لأنه فعلا و حقاً يعتبر مدرسة الخضوع الحقيقي الذي يحب أن يراه الرب فينا.
و في الصليب على قمة الجلجثة كيف يمكن لانسانة أن تتخيل رؤية ابنها الذي حملته تسعة شهور في بطنها و أرضعته من ثدييها و تحملت مسئولية خدمته جسدياً و تربوياً حتى كبر - تُري ماذا دار بداخلها حين رأته يُهان و يُذل في طريق الصليب الرهيب ،،تُري كيف رأت ابنها و هو يسقط على الأرض مُهاناً من البشر هؤلاء من شفي مرضاهم و أقام موتاهم و شاركهم أفراحهم و أحزانهم و حول محنهم الي أفراح ! كيف تري المخلص الذي بشرها به الملاك منذ سنين طويلة يُصلب على صليب خطية الانسان ؟
كيف كان احساسها - فكر معي- الأم لا تنام ان أحس طفلها ببعض التعب و تظل تراقبه حتى يستقر و يشفي ناسية نفسها تماماً..
و هذه العذراء التي حملت مخلص العالم في بطنها و ولدته تراه اليوم يرفع الى الصليب و ينظر اليه كل الهازئين و النائحين في موقف أخبرها سمعان عن لمحة منه فقال "وانت ايضا يجوز في نفسك سيف "لو35:2
نعم سيف و أي سيف يخترق نفس الأم انه سيف من نار يجوز قلبها و يحرقه على ابنها حين تتذكر حملها به و ولادته و ذهابها به للهيكل من أجل ختانه و رحلة حياته التي أشعت بالحب لكل الناس..ها هو أمام عينيها يُهان على صليب العار..
أما هي فلم تنطق بكلمة واحدة.
لقد صور فيلم "آلام المسيح " لميل جبسون هذا المشهد ببراعة فائقة - و آلام العذراء مريم وقت الصليب لا يمكن احتمالها أبداً فكل المتألمين في جانب و هي و ما أحست به في جانب آخر تماماً.
فهي أحست بما أحس به الآب السماوي الذي بذل ابنه الوحيد من أجل فدائنا نحن الساقطين......
كانت شريكة بكل جوارحها لآلام السماء وقتها - حملت آلامها كأم و آلامها التي رأتها بروحها في عيون الآب السماوي على الابن الوحيد الذي كان موجوداً منذ البدء و هو يهان من الانسان الساقط حاملاً خطايا البشرية ليتمتع الكل بالفداء المجاني
أمر أخبرت عنه و أحست به منذ بداية هذه الرحلة ..
فكيف يتم الخلاص الذي ظهر في اسم "يســــوع" أي المخلص - فكيف يحدث الخلاص بدون سفك دماء؟؟؟؟؟؟؟
كانت رحلة كلها بذل و حب و خضوع .
و أحس يسوع بها جدا جدا حين كان الموقف أحر من الجمر المشتعل فهي أسفل الصليب و بجانبها يوحنا و بعض النسوة و قد رأي يسوع أن التعويض المؤقت هام في هذا الموقف فأعطاها يوحنا "الذي كان يسوع يحبه" ابن لها..
و بعد فرحة القيامة و التمتع برفعة الرأس و الافتخار بالانتصار على العدو الموت لم تختفي العذراء مريم بل شاركت الرسل في الصلاة و العبادة و رأت ابنها ثانية و تمتعت بحدث الصعود الالهي المهيب..
و رأت موعد الروح القدس و ما وعد به يسوع .
مـــــــا أجمــــــل العذراء مريـــــــــم ،،
العذراء مريم مدرسة الخضوع و الكمال المسيحي
ليت كل شخص و بالأخص كل أنثي سواء متزوجة أو غير تتعلم الكثير و الكثير من هذه الشخصية التي انتظرها الله نفسه عبر الأزمنة لتكون المدعوة لهذه الدعوة الثمينة .

العذراء مريم Get-9-2010-2zoo_org_uinf5dse

العذراء مريم Get-9-2010-2zoo_org_f0m7abkw

» اقوال الاباء عن القديسه العذراء مريم
» رموز العذراء مريم في العهد القديم..... موضوع دراسى
» العذراء : الله يريد أن يخرجكم من المعصيةالعذراء : الله يريد أن يخرجكم من المعصية , العذراء : الله يريد أن يخرجكم من المعصية , الله يريد أن تتقربوا في أقرب وقت منه , لأن الحصاد قريب , في السابق تكلمت , وأنا الآن أقول لكم : باب الكنيسة مفتوح لكي يزيل عنكم
» خمسون ايقونة للسيدة العذراء
» "فضائل فى حياة السيدة العذراء"