Admin Admin
عدد المساهمات : 631 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 36 الموقع : https://queen.0wn0.com/forum.htm
| موضوع: الأنبا إبرام أسقف الفيوم :علاج الاحتقان الطائفي يحتاج عشر سنوات علي الأقل الخميس أكتوبر 07, 2010 12:19 pm | |
|
كتب rosaweekly العدد 4294 - 25 سبتمبر 2010
كتب - د.حسام عطا سيظل ملف الأقباط في مصر مستمرا في صنع توترات متتالية لأن إهمال علاج أسباب الاحتقان الطائفي ظل طوال الخمسين سنة الماضية كما هو، يعالج الظواهر ولا يبحث عن الأسباب.. وإهمال علاج هذا الملف المتراكم صنع تلك الروح الغريبة بين الطرفين وأدي في النهاية إلي ما وصلنا إليه.. الصمت الطويل إزاء تلك المشكلة التي تفاقمت خلال السنوات العشر الماضية نتيجة ترك الأقلية مغلقة علي نفسها تصنع عالمها الخاص، والذي يتردد فيه وعنه العديد من الشائعات التي تصل لحد الخرافات الشعبية، ومن المعروف أن سلوك الأقلية يسهل شحنه بمشاعر اضطهادية تعبر عن نفسها إما في انكفاء علي الذات أو الهياج والتصريحات النارية كالتي حملتها جريدة المصري اليوم علي لسان الأنبا بيشوي، وهي التعبير النفسي عن الحالة الشعورية المتراكمة لمعالجة غير مهنية لقضية جوزيف الجبلاوي عبر تجاهلها تماما حتي بدت كأنها قضية قبطي يجلب أسلحة من إسرائيل، بينما الحقيقة أنها قضية مواطن مصري خالف الإجراءات الجمركية واستورد من الصين ألعابا نارية غير مسموح بتداولها داخل البلاد. والحقيقة ومن منظور ثقافي استعادة دور الكنيسة في المجتمع المصري هو أهم وسائل علاج أسباب هذا الأحتقان، حيث كانت أكثر شفافية، وكانت الأغلبية المسلمة تقبل عليها إما للتعليم في مدارسها المتميزة أو للعلاج علي يد الأطباء المتطوعين خاصة في معظم أرياف مصر، أو لحضور حفلات الزفاف، والاستمتاع بمظاهر الاحتفالات الدينية الشعبية مثل أعياد شم النسيم، والتي دمجت الأصول الثقافية الفرعونية الشعبية الجميع فيها. كما يحتاج المجتمع لاستعادة ثقافة الاعتذار، وحتي لا تتحول التصريحات الإعلامية إلي مناسبة لوضع المتاريس وتنظيم مظاهرات متبادلة وإحراج الدولة والمجتمع أمام قضايا مفتعلة ووضع كرات ملتهبة علي منضدة النائب العام، وعليه فإن التركيز علي سماع أصوات أخري لا تهوي التصريحات النارية هو أحد الحلول الممكنة لعلاج مظاهر التوتر ومن بين تلك الأصوات الأخري عضو بارز في الكنيسة المصرية، وهو عضو في لجنة السكرتارية ولجنة الإيمان والتعليم والتشريع ولجنة الأديرة والرهبنة ولجنة الرعاية والخدمة والعلاقات الكنسية وهو صاحب النيافة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، الذي ذهبت إليه داخل دير السيدة العذراء وأبي سيفين، وهو الدير الذي يقع علي مسافة 5 كيلومترات جنوب مدينة الفيوم، وهو أحد أقدم الأديرة بمصر، فقد ذكره عثمان النابلسي في قائمة أديرة الفيوم سنة 1245 م، كانت الأجواء عادية، الدير مفتوح، دخلت السيارة وتجولنا بمنتهي الحرية مع السيدة شهيرة مديرة العلاقات العامة بمديرية الثقافة هناك، وكان في استقبالنا منتصر ثابت الكاتب المسرحي الفيومي والناقدة الكبيرة زينب منتصر، وكان الحوار الذي شاركتني فيه، ومنحته سببه الجوهري عندما سألته:
الأمة المصرية تمر بلحظة حرجة للغاية، وإن لم نستطع الاعتراف بوجود تلك الروح الغريبة والتي تؤثر علي الأداء العام للجميع، سندخل في مرحلة خطرة فما رأيك؟ معك حق لأن التطرف يبدأ بالعقل، ولكني أود أن أؤكد أن دور الجامع والكنيسة دور روحي بالأساس. أعجبتني تلك الروح المدنية بالأساس في شخصه الديني ومقتربه الأكاديمي عبر دراسته للتاريخ، والتي أكملها بحصوله علي درجة الدكتوراه، التي أشرف البابا شنودة عليها. فدخلت معه في حوار مريح، كان هدفي منه هو لفت نظره، ونظر الكنيسة لأهمية دورها الاجتماعي الذي استفدنا منه جميعا داخل المجتمع المصري، وكان هو سر قوتها الحقيقية النابع منها ومن علاقتها بالمصريين جميعا، فسألته: أين هم عقلاء الأمة، ولماذا يمارس البعض الاستقواء بالخارج؟ الخارج لا يهمه المواطن المصري سواء كان مسلما أو مسيحيا، الخارج يهتم بتنفيذ سياسته، وإذا كنت تقصد بعض المسيحيين في المهجر، فمعظم الذين يشنون الحملات الهجومية أصحاب أسباب شخصية للانتقام بعيدًا عن المسيحية الحقة. - مرة أخري أسأل أين عقلاء الأمة في الطرفين؟ - صوتهم غير مسموع الآن للأسف، لأن أصحاب الأصوات العالية هم الذين يلفتون الأنظار، ولكنهم موجودون وهم كثيرون في الطرفين. هل تري نيافتكم أن دور الكنيسة في المجتمع قد تراجع؟ - الدور لم يتراجع ولن يتراجع، الكنيسة في علاقتها بالمجتمع مازالت في خدمته علي مستوي المدارس والأنشطة التعليمية، وأنشطة الطفولة والخدمات الطبية. لماذا الكنيسة الآن مغلقة في أنشطتها علي نفسها؟ - الكنيسة غير مغلقة علي نفسها، ولكن هناك روحاً غريبة تتحرك بين المسلمين والأقباط في مصر، الكل حاسس بكده، وبالتأكيد فيه نفسيات اتغيرت سواء مسيحيين أو مسلمين، والمؤسف والخطر أن هذه الروح الغريبة تنتقل للأطفال، فقد حدث في المدرسة التابعة للدير، والتي تضم تلاميذ مسلمين ومسيحيين أن المدرسة نظمت بروتوكول تعاون مع السفارة الأمريكية يتيح تبادل سفر الأطفال بين مصر وأمريكا للتعلم والتعرف علي الثقافات المختلفة، ولم يحضر هذا الاجتماع سوي مسلم واحد فقط، لأن القاعة التي عقد فيها اللقاء، كانت داخل الدير وليس داخل المدرسة، وقد حدث ذلك لأن قاعة الاجتماعات بالمدرسة كانت تجدد، بمنتهي السهولة يدخل الجميع المدرسة، أما الدير فقد حضر ولي أمر طالب مسلم واحد. وما أسباب تلك الروح الغريبة التي تتحرك بين المسلمين والأقباط في مصر؟ - أسبابها معروفة، والأهم من أسبابها هو كيفية علاجها. وهل يمكن علاجها علي وجه السرعة؟ - للأسف علاجها سيحتاج لوقت طويل، لن يقل عن عشر سنوات ولن يزيد علي عشرين سنة. فقد بدأت هذه الروح الغريبة مش أقل من 30 سنة، وللأسف بدأت في المدارس الابتدائية، التي ظهرت فيها روح التفرقة نظرًا لغياب معني الوطنية عند بعض المدرسين، فالمدرس يجب أن يتعلم دروسًا في حقوق المواطنة قبل أن يمارس العملية التعليمية، وعلاج هذه الروح يجب أن يبدأ بالمدرسة، وبالتحديد المدرسة الابتدائية. أعود مرة أخري لألقي بالمسئولية علي تراجع تأثير الكنيسة في المجتمع، والتي كان دورها ملحوظًا علي مستوي التعليم، وتقديم الخدمات الطبية والاجتماعية الأخري؟ - فهمت ..الكنيسة دورها ديني روحي لأبنائها بالأساس، أما أي مجال آخر فنتركه للجمعيات الأهلية التابعة للشئون الاجتماعية.
هل لاتزال المجاملات في الأعياد وغيرها بين المسلمين والمسيحيين كما كانت من قبل؟ - هذه المجاملات أصبحت نادرة الآن. لماذا تقوم بعض المواقع المسيحية علي الإنترنت، والتي تقدم معرفة عامة مثل مسرح الطفل والمعاقين وغيرها بعدم السماح بالتسجيل لزيارة المواقع إلا بعد استعارة اسم مسيحي، والسؤال عن الكنيسة التي يتبعها؟ - «يضحك» هذه حقيقة موجودة، لأنه مع شديد الأسف تحدث في بعض المواقع أخطاء في الكلام بين الشبان وبعضهم البعض، ولذلك اختارت هذه المواقع للتسجيل وجود الاسم المسيحي وإن كنت أري بالطبع أن المعرفة للجميع. لماذا نلاحظ تراجع اهتمام المواطنين المسيحيين عن المشاركة في العمل السياسي، فعلي سبيل المثال لا نري إلا قلة تغامر بخوض المعركة الانتخابية لمجلس الشعب؟ - العزوف عن المشاركة للكل [/size][/center] | |
|