بماذا ينصحنا قداسة البابا
إنسان مضطرب
رأيت هذا الإنسان في طريق الحياة.. إنه يضطرب ويقلق بسرعة وبلا سبب.
وفي اضطرابه يشيع الاضطراب والقلق في كل من حوله..!
عقله المملوء بالشكوك وبالمخاوف، يصور له أسباباً
وهمية يضطرب بسببها، كاحتمال الفشل مثلاً، أو الخوف من تدابير الناس ضده، أو الشك في نواياهم.
وحتى إذا نجح طريقه: بدلاً من أن يشكر الله ويطمئن يصور له تفكيره المضطرب أن المستقبل مظلم أمامه، وأن النجاح الذي هو فيه لن يدوم..
ويشيع هذا كل من حوله.. والعجيب أنهم يصدقونه!!
لأن عدوي الاضطراب قد زحفت إلي أفكارهم ونفاسياتهم وأعصابهم..!!
متى تعرف نفسك؟
الإنسان لا يعرف نفسه علي حقيقتها، إلا وهو حالة ضعف.
أو علي الأقل، لا تتكامل صورة نفسة، إلا وهو في حالة ضعف.
ولعل هذا أحد الأسباب التي لأجلها يسمح الله بالضعفات لقديسيه،
لكي يروأ أنفسهم علي حقيقتها، فيتضعون..
من أجل قديس
رأيت في بعض الأحيان أشخاص يطلبون منا -
من أجل قديس معين - أن نفعل شيئاً لا ترضي عنه ضمائرنا..!!
فكنا نعتذر ونقول:
وهل يرضي هذا القديس الذي نحبه، أن نفعل
هذا الشئ الذي لا يمكن أن هذا القديس يحبه؟!
أو أحياناً يجيب البعض:
وأنا من أجل هذا القديس،
ومن أجل الحق الذي يحبة لا أستطيع أن أفعل هذا الشئ..
يا أخي،
في مثل هذه الأحوال:
لا تجعل ضميرك يتعبك إن رفضت ما يطلبون.
الله والمشكلة
علمتنا الحياة ألا ننظر إلي المشكلة.
إنما ننظر إلي الله الذي يحل المشكلة..
شعورنا بأن الله واقف معنا في مشاكلنا،
أو واقف بيننا وبين مشاكلنا..
هذا الشعور يمنحنا قوة ورجاء.
نقبلهم كما هم
علمتني الحياة، أنه مادام لا يوجد كامل إلا الله وحده، ومادام كل إنسان - مهما سما - له أخطاؤه..
إذن يجب أن نقبل الناس كما هم، بأخطائهم.
لا نخسر إنساناً ونفقده، بسبب خطأ معين فيه. وإنما نحتمل هذا الخطأ. ونعامل هذا الإنسان في حدود ما نستطيع، ونستفيد هذا الخطأ. ونعامل هذا الإنسان في حدود ما نستطيع، ونستفيد من جوانب حياته الأخرى التي لا تخلو من فضيلة، وفائدة..
لأنه لو كان كل خطأ من إنسان يجعلنا نقاطعه، لكانت النتيجة أن نقاطع الكل، ونعيش وحدنا!!
نحن أيضاً لنا أخطاء يحتملها الناس..
في مقابلة المشاكل
رأيت في طريق الحياة ثلاثة أنواع من الناس،
يقابل كل منهم المشكلة بأسلوب غير اسلوب الآخر.
فمنهم من يقابل المشكلة بالعقل والتفكير محاولاً أن يجد لها حلاً.
ومنهم من يقابلها بالروح وبالإيمان، مصلياً إلي الله أن يرسل الحل.
اما النوع الثالث، فيقابل المشكلة بأعصابه،
فينفعل، ويضج ويثور، أو يتألم في داخله، أو يشكو ويتذمر.
وتبقي المشكلة كما هي مع من هذا النوع الأخير.
ويتعب، ليس بسبب المشكلة إنما بسبب أعصابه وأنفعاله..
اليوم والغد
رأيت في طريق الحياة أشخاصاً يفكرون فى
ماذا يفعلون اليوم دون أن يفكروا ماذا تكون النتيجة غداً..!
وهل حل مشكلة اليوم، يكون بخلق مشاكل للغد؟!
إنهم يخطون خطوة واحدة ولا يضعون في ذهنهم ردود فعلها، وتأثيرها علي الآخرين، هل تأتي بنتيجة إيجابية أم عكسية..!
كثيرون يفكرون في اليوم فقط، ولا يحسبون حساب الغد!
ولا يضعون في حسابهم أن ما يفعلونه اليوم، قد يقضي عليهم غداً، أو علي الأقل يسئ إلي مستقبلهم.
أما الإنسان الحكيم، فلا يفكر فقط في الغد، ويعمل لأجله إنما فكره حتي يعمل للغد البعيد، أي للأبدية.
وكل ما يتعارض مع غده أو أبديته، لا يعمله.
في التعامل مع الناس
في كل علاقة مع الناس، تقوم بتكوينها أو بإنهائها، فكر أولاً في النتائج المترتبة علي ذلك، من كل ناحية.
ولا تكن نظريتك قاصرة علي اليوم فقط.
في تعاملك مع الناس، أحسن انتقاء الألفاظ. وربما تستطيع التعبير عما تريد بلفظة أفضل من لفظة أخري، بحيث لا يكون فيها خطأ، ولا يساء فهمها.
أحياناً شدتك علي نفسك، تنعكس علي الآخرين أيضاً، فتعاملهم بنفس الشدة. أحترس من هذا. فنفسك تحتملك. ولكن الآخرين قد لا يحتملون.. لا تكتب خطاباً لأحد، وأنت في حالة انفعال. وان كتبت، فلا ترسله، وإنما اتركه يوماً أو يومين أو أكثر، ريثما يزول انفعالك. وراجعه اكثر من مرة وأنت هادئ، ربما تُغَيِّر فيه الكثير، أو تلغيه..
لا تحاول أن تعرف أسرار غيرك، فلكل إنسان خصوصياته.
إن أردت أن تريح الناس، فافعل ذلك بالطريقة التي يرونها هم مريحة لهم، وليس حسب فكرك لأنك ربما تحاول أن تريحهم بأسلوب يتعبهم.
لا تفرض رأيك علي أحد. إنما قل النصيحة، وأترك غيرك يتصرف بنفسه. ولا تشعره انك ضاغط علي إرادته.
كن نسيماً، ولا تكن عاصفة. الخلطة الكثيرة بكثيرين، تعطي فرصة أوسع لمعرفة نقائص الآخرين. وما اخطر هذه المعرفة..
لا تتأثر بكل رأي تسمعه، ولا تجعله يحطم فيك يقيناً قديماً ثابتاً. إنما خذ فترة كافية للفحص والسؤال وتحري الحقيقة.
لا تسأل أسئلة
يضرك سماع إجابتها