اسم يوناني مختصر من "زينودورس" ومعناه "هبة زيوس" (أو زفس
):
(أ) يقول عنه الرسول بولس "زيناس الناموسي" أي أنه قبل أن يصبح مسيحياً كان أحد علماء الناموس اليهودي، أي شريعة موسي، فكان ضليعاً في تفسير الناموس وتعليمه للشعب.
ونقرأ في الأناجيل عن بعض الناموسيين الذين جاءوا إلي الرب يسوع في أثناء حياته علي الأرض، لكي يتحدوه- عادة- فوقف مرة ناموسي وسأله ليجربه: "يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية" (لو 10: 25). فأجابة الرب قائلاً: "ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ؟
".
ونقرأ عن طائفة الناموسيين أنهم مع الفريسيين: "رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم" (لو 7: 30). فقبل أن يقبل زيناس الرب يسوع، كان ناموسياً أي أحد المفسرين المعترف بهم، لناموس موسي
.
ويري "زاهن
"(Zahen) أنه حيث أن الكاتب اليهودي عندما يصبح مسيحياً، فإنه بذلك يفصل نفسه عن جماعة "الربيين" (المعلمين اليهود)، وحيث أن الاحتفاظ بأساليب وطرق تفكير "الربيين" (المعلمين اليهود)، وحيث أن الاحتفاظ بأساليب وطرق تفكير "الربيين" لم تكن تزكية في نظر الرسول بولس (1 تي 1: 7)، فإن "زيناس" لا يوصف هنا بأنه "معلم ناموس" (nomodidaskalos) بل بكلمة "ناموسي" (namikós) وهي لا تدل علي وظيفة معلم للناموس، بل علي المحامي أمام المحاكم الذي يقوم بتحرير العقود والدفاع في مختلف القضايا، "فبلوتارك" يطلق نفس الكلمة الليونانية علي المحامي الشهير "موكيوس سكافولا"(Mucius Scavola). ولكن يبدو أن الرأي الأول هو الأرجح.
(ب) تمنيات بولس لزيناس: لا يعلم بالضبط أين كان الرسول بولس عندما كتب رسالته إلي تيطس، ولكنه يطلب من تيطس أن يأتي إليه إلي نيكوبوليس حيث عزم أن يشتي هناك، ويردف ذلك بالقول: "جهز زيناس الناموسي وأبولس (رفيق بولس القديم) باجتهاد للسفر حيت لا يعوزهما شيء" (تي 3: 12 و13). وربما يعني هذا أن الرسول بولس كان يريد أ ن يكون زيناس وأبولس معه في نيكوبوليس، ولكن قد لا يكون هذا هو المقصود. ومهما كان ما قصد إليه الرسول، فإن مما يستلفت النظر أن الرسول بولس يوصي تيطس بهذين الرفيقين القديمين حتي لا يعوزهما شيء في أثناء سفرهما، مما يدل علي عمق مشاعره من نحوهما واهتمامه بهما وبراحتهما، بينما كان هو نفسه غريباً في أرض بعيدة. ولا شك في أن الرفيقين العزيزين كانا يبادلانه هذه العواطف الدافئة.