ثوداس
وهو اختصار الاسم اليوناني " ثيودوروس " ومعناه " عطية الله ". وقد قاد حركة عصيان ضد الحكم الروماني ولكنه فشل. وقد ذكره غمالائيل في حديثه في مجمع السنهدريم دفاعا عن الرسل، بالقول : "أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما انتم مزمعون أن تفعلوا، لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه انه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء.. والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه أن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض. وان كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه لئلا توجدوا محاربين اله أيضاً. فانقادوا إليه " ( أع 5 : 35 ــ 40 ).
ويذكر يوسيفوس في تاريخه ساحرا باسم ثوداس عاش حوالي سنة 44 م وقاد جماعة كبيرة من اتباعه إلى نهر الأردن واعدا إياهم أن يشق النهر ليعبروه بسهولة، ولكن القي القبض عليه جنود " فادوس " الحاكم الروماني، وقطعوا رأسه. ولا يمكن أن يكون " ثوداس " هذا هو نفسه " ثوداس " الذي ذكره غمالائيل ( حوالي 30 أو 31 م )، حيث أن غمالائيل يقول أن ذلك حدث قبل أن يقوم يهوذا الجليلي بعصيانه في أيام الاكتتاب في عهد كيرينيوس في حوالي السنة السادسة الميلادية ــ مما يدل على أن ثوداس هذا غير الذي ذكره يوسيفوس، فما اكثر حركات العصيان التي تكرر قيامها في تلك الأوقات، فليس ثمة أساس للطعن في دقة لوقا التاريخية كما يفعل الذين يزعمون انه عكس ترتيب ثوداس ويهوذا، فوضع أولهما مكان ثانيهما، أو انه نقل كلام غمالائيل إلى الإصحاح الخامس بينما موضعه الحقيقي هو الإصحاح الثاني عشر عندما نجا بطرس من السجن في أيام هيرودس اغريباس ( 41 ــ 44 م )، وليس عند حادثة خروج الرسل من الحبس في الإصحاح الخامس.