أن أجرة الخطية هى موت ((رومية 23:6))، والموتبأنواعه الثلاثة، الجسدى، والأدبى الروحى،والأبدى. وعلمنا أيضا أن أعمال الإنسان الصالحة لن تحل الإشكال وهكذا فلأ يمكن للإنسان أن ينجو من قصاص خطاياه.... لكن الله فى محبته ورحمته وقد جعل لذاته مع بنى آدم (أمثال 8: 31). يريد أن يرحم الانسان وينجيه... لكنكيف يتم هذا وعدله مساو لرحمته تماما، وهذا يتمشى مع كمال الله فى كل صفاته... بحيث أنه لا يمكن أن تتفوق صفة على صفة أخرى... كما لا يمكن أن يكون هناك تعارض بينهما "رحمة الله وعدله ". فرحمة الله وعدله ليسا سوى وجهين لشىء واحد، هو كمال الله. لا سبيل الى رحمة الإنسان وافتقاده وتخليصه من الهوة التى تردى فيها إلا بوجود وسيط نتوفر فيه شروط معينة، وبذا يستوفى العدل الالهى حقه .
من هنا كان الحل الوحيد هو أن يأخذ الله صورة الانسان ويتخذ شكله محتجبا فى جسد ، ويقبل فى هذا الجسد نفس الحكم الصادر على الانسان .
و خلاصة القول ان الفداء كان ضرورة و الخلاص بالصورة التى تم بها الصليب كان ضرورة . ولو كان هناك طريق آخر غير هذا لما كان هناك داع لذلك ، أو بحسب تعبير بولس الرسول ”فالمسيح اذن مات بلا سبب ” غل 2: 21 . اى بدون داع .
هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول عن المسيح كالوسيط الوحيد ” لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع . 1 تى 2: 5، 6 .
ولعلنا نلاحظ هنا أن الرسول يقول ” الانسان يسوع المسيح ” وهذا التعبير لتأكيد المفهمو ان المسيح له المجد أقتبل الآلام فى جسده ، وأتم الفداء حينما قبل بارادته أن ينفذ العقوبة فى جسده أيضا .
هل من العدل أن يتحمل برىء لخطايا مذنب؟!
ونحن نقول إن مبدأ الانابة مبدأ سليم، طالما أن من سينوب يوافق على القيام بالمهمة. فمثلا المدين الذى يعجز عن سداد دينه يقوم الكفيل أو الضامن بسداده. المهم أن يحصل الدائن على دينه... والله قد أجاز هذه الانابة- بصفة مؤقته ورمزية- بواسطة الذبائح الدموية التى أمر شعبه بنى اسرائيل قديما بتقديمها، كذبائح المحرقة والخطية والإثم... وفعها كان الحيوان البرىء ينوب عن مقدمه المذنب.
هذا المبدأ- مبدأ الانابة- نفذه الله نفسه منذ سقوط الانسان الأول لكى يعلمه الأسلوب الذى يقترب به اليه...