إن الخطية إساءة بالغة إلى الله، وتشويه لصورته التى خلقنا على مثالها. وتوبة الا نسان لا ترد لله كرامته ومجده، وتمحو الإساءة التى وجهت إليه، وكانها لم تكن. وهى أيضا لا تردنا إلىصورة الكمال التى كانت لنا قبل السقوط... ولتوضيح ذلك نسوق مثلا:
موظف أختلس مبلغا من المال. هذا الإنسان إما أن يرد هذا المبلغالذى أختلسه أو يحاكم ويفصل من وظيفته. وإزاء هذا الظرف القاسى، وبداعى العاطفة والصداقة، وحتى لا يفقد هذا الانسان وظيفته ومستقبله، يتقدم صديق له مظهرا استعداده لسداد هذا المبلغ 00 لكن إن وجد ذلك الصديق أن صديقه المختلس غير مبال بمستقبله، وبما هو عتيد أن يحل به، يتركه لحاله. وعلى العكس إذا وجده حزينا مهموما نادما عما أتاه وما أخطأ به، فإنه بكل عاطفة نبيلة ومشاعر الأخوة والانسانية، يتقدم لسداد هذا الدين.. والآن نقول إن ما بدا على هذا الموظف من حزن وندامة، لم ولن نكون سببا فى محو خطأه وجريمته واستمراره فى عمله... لكن ذلك حرك قلب إنسان طيب ليسدد دينه.. هكذا الأنسان الذى أخطأ فى حق الله... إن توبته وندمه وحزنه على خطاياه، تؤهله لغفران خطاياه، لكنها تؤهله لبركات وسيط يفى عنه د يونه.
2- ولان الإهانة الأدبية لا تمحوها التفدمات المادية. وإذا جاز هذا الأمر مع البسطاء والفقراء، فهى، تليق بالعظماء، فضلا عن الله ذاته 00 الخطية هى إساءة لله؟ وهى تعد عليه "كل من يفعل الخطية يفعل التعدى أيضا. والخطية هى التعدى" "يوحنا الأولى 4:3" . وهى جرح شديد فى قلب الله المحب... قد لا تتصورذلك على حقيقته من أجل أننا خطاة... ولكن بقدر ما يعرف الأنسان ذاته، وكيف أنه حقير، وبقدر ما يسمو فى الروح، بقدر ما يعرف ويقدر مكانه الله...
وداود النبى العظيم يقول "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل ييتك ". "مزمور 7:5". أى لولا رحمتك الكثيرة لما تجاسرت على دخول يبتك المقدس... كون الانسان يحس فى نفسه أنه صالح، هذا ، ينفى أنه ملىء بالخطايا فى نظر الله.. إن هذا يذكرنا بالخضراوات المغسولة بالماء.. إنها بالنظرة المجردة تبدو نظيفة، لكن إن وضعت تحت المجهر "الميكروسكوب " توجد مليئة بملابين الجراثيم والميكروبات .. يقول بطرس الرسول "إن كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والخاطىء أين يظهران " "بطرس الأولى 18:4 "... إذا فاعمال الأ نسان الصالحة بدون الإيمان بالمسيح وخلاصه وعمله الكفارى لا يمكن أن تغفرللإنسان خطيته...