"قد تسأل: هل لا يزال دور الوصايا العشر أساسيًا في علاقة الانسان بالله؟
أقول نعم ألف مرة. لأن هذه الوصايا تعلن كمال الله. الله لا يتغير، ووصاياه، لا تتغيربكل الاديان ، ان قانونه مطلق، وسيديننا على أساس ذلك القانون. ان رجاءك الوحيد هو في الرب. هو يغفر لك خطاياك التي ارتكبتها ضد وصايا الله، وهو يمنحك القوة لكي تسلك من الآن فصاعداً بموجبها. ان الوصايا تكشف لك تقصيرك عن بلوغ البر المطلوب.
والان اليك الوصيا العشر التي لو اتبعها اي انسان فلن يهلك ابدا:
1- انا هو الرب الهك لايكن لك اله غيري:
ان كل ما تتعلق به قلوبنا ونتكل عليه يصبح إلهاً بالنسبة لنا. فالقلب البشري سريع التقلب والتراجع عن ولائه واخلاصه، بل هو مجرب في كل حين لأن يبتعد عن التعبد الكامل لالهه. ان آلهة عصرنا الحاضر عديدة ? الجنس، المال، العلم، التقنية، والتلفزيون أيضاً الخ. ان كل ما يشغل وقتنا وفكرنا ويستقطب جهادنا أكثر من الله نفسه هو اله صنم في حياتنا.
2- للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد:
(لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما)
الله يحتفظ لنفسه بحق التعبير عن ذاته بالصورة التي يشاء والتي بواسطتها يزداد فهمنا له. كثيرون هم الذين يعلقون على جدران عقولهم صوراً فكرية عن الله تناقض تلك التي جاءت في الكتاب المقدس. فيجب أن نحذر من تكوين صور الله من عندياتنا .
3- لا تنطق باسم الرب الهك باطلاً:
الله اله يغار على اسمه وسمعته. وأشنع خطيئة يمكن أن يرتكبهاالانسان هي تلك التي تقلل من قيمة لفظ اسمه . كثيرون يستعملون اسم الله بالباطل والكذب والاقسام. وينطقون باسم الرب باستخفاف مئات المرات في اليوم. ومنهم من يستخدم اسم الله بقصد التفكه والتنكيت. ما هكذا يُحترم اسم الله ويوقَّر. لقد دعي اسم الله علينا فنحن شعب الله، من يحترم اسم الله عليه أن يحترم جسده الذي هو هيكل للروح القدس. اننا ندنس اسم الله عندما نسيء استعمال أجسادنا في الشهوات غير المشروعة ، أو عندما نتعهد ولا نفي بتعهداتنا. الله لن يبرئ من ينطق باسمه باطلاً.
4- اذكر يوم الرب لتقدسه:
فرز الله يوماً في الاسبوع للراحة والعبادة، فكيف تقضي هذا اليوم؟ هل في الملذات والهوايات المحببة للجسد ؟ أم في العبادة والخدمة والشركة الاخوية ؟ ان المؤمن يعيش في راحة دائمة كل يوم من أيام حياته.
5- أكرم أباك وأمك:
ان الطاعة لوالدينا واجب ما دمنا في عهدتهم. وعندما نؤسس عائلات خاصة بنا علينا أن نظل على احترامهم وان كنا أحياناً نختلف معهم في الرأي. جاء في الكتاب المقدس ان من الشرور التي تتفشى في الايام الاخيرة عدم احترام الوالدين أو اكرامهم.
6- لا تقتل:
كان قايين أول قاتل في التاريخ اذ قتل أخاه هابيل. لكن دماء هابيل كانت تصرخ إلى الله من الارض. لا يمكن أن تمر جريمة بلا عقاب، فالقاتل غالباً ما تفضحه جرائمه. ان الوصية "لا تقتل" تتضمن أيضاً النهي عن كل ما يؤول إلى اقتراف الجريمة كالغضب والحسد والكراهية.
7- لا تزنِ:
هذه الوصية غايتها الحفاظ على الزواج الذي هو فينظر الله عهد مقدس. ان ممارسة الجنس خارج اطار الزواج خطيئة بشعة. وما أكثر الذين يستهينون بهذه الوصية في عصرنا الحاضر. وصف المسيح جيل أيام تجسده بالقول: "جيل شرير فاسق"، وما أصدق هذا الوصف على جيل اليوم. ان روح الزنا تعبث في فكر الانسان وتصوراته، وتقوده إلى ارتكاب الفواحش. اعترف لله بسقطاتك وضعفاتك وهو يغفر لك ويعطيك القوة كي لا تعود إلى خطايا الشهوة مرة أخرى.
8- لا تسرق:
هذه الوصية تتضمن المحافظة على ممتلكات الآخرين واحترام حقوقهم. انها تدين كل اختلاس من الاموال الخاصة أو العامة. ان روائح فضائح الاختلاس المنتنة منتشرة على نطاق واسع هذه الايام وعلى مختلف المستويات. لكن الله يقول "لا تسرق". ان الانسان الحقيقي لا يسرق، "بل يتعب عاملاً الصالح بيديه لكي يعطي من له احتياج".
9- لا تشهد شهادة زور:
أصبح الكذب في الكلام والمعاملات عادياً جداً لدى ملايين الملايين من البشر، وغدا الصدق والامانة من الامور غير المحببة. ان الكذب يهدّم أركان العائلة والوطن. يقول يسوع "ليكن كلامكم نعم نعم، لا لا."
10- لا تشتهِ مقتنى غيرك:
ان الطمع شهوة رديئة، كم سببت من جرائم وأسالت من دماء. جاء في الكتاب المقدس ان التقوى مع القناعة هي تجارة عظيمة. ان الذي تسيطر عليه شهوة امتلاك ما للغير سيخسر ماله ويخسر أيضاً نفسه.